الأسباب الجذرية الخفية وراء الاكتئاب ؟ وما الحل؟

أسباب ارتفاع تداعيات الاكتئاب زمن الكورونا

 

ارتفعت نسبه الاكتئاب وتداعياته بسبب الكورونا. وتدهورت خاصة أوضاع الذين يعانون من حالات الاكتئاب مسبقا. حتى ان الإحصائيات، حسب مؤسسة مساعدات الاكتئاب الألمانية لسنة 2020، أفصحت أن المصابين بالاكتئاب مسبقا، أصبحوا

يلجؤون للنوم 48 بالمئة أكثر من الماضي. ما الأسباب الجذرية الخفية وراء ذلك؟ وما الحل؟ 

عندما نفهم الاسباب الجذرية للاكتئاب بدقة، لن تصبح مثل هذه التداعيات غريبة ابدا  

رغم ان الأسباب الظاهرية للاكتئاب قد تكون متنوعة جدا، الا ان التقنيات العلاجية النفسية الحديثة تكشف لنا ان المنبع هو ذاته 

المنبع يدور حول اعتقادات سلبيه عميقه رسخت في ذهن المصاب بالاكتئاب جراء احداث مختلفة عاشهااو لايزال يعيشها   

الاعتقاد الأول 

ليس هناك حل لمشكلي ابدا، لا أحد يستطيع مساعدتي وحتى لو كان هناك من يستطيع مساعدتي فانا لا استحق ذلك  

الوقوع في الاكتئاب هو شبيه بان يجد شخص نفسه متعبا جدا امام نهاية طريق و يرى ان الطريق مسدود ولا مخرج منه، فيقف هناك منهار القوى منكمشا على نفسه يلوم نفسه طوال الوقت.يوميا لوما جارحا مدمرا، محملا اياها السبب  

 اناالسبب انا لست ذكيا كالآخرين، الاخرون احسن مني انا لست كاف، سأبقى دائما على هذه الحالة وانا السبب    

ويبقى كذلك مستسلما للولب الافكار السلبية الجارحة المتكررة في ذهنه والتي تسحبه يوما فيوما للهروب، لكنه منهار القوى ويريد الهروب من افكاره التي تذكره بنقصه وحاله فإلى اين الهروب إذا سوى الى الفراش او الادمان كي يسكت ذلك الصوت الداخلي الذي كلما أحس بضعفه، ازدادصداه وتكراره المدمر  

ويبقى كذلك امام نهاية الطريق، عوضاعن ان يغير وجهة نظره ويجد طريقا اخر يستطيع أن يسلكه  

انه الشعورالعميق باليأس ولن يتحرر منه ان استسلم له. يجب ان يحرر نفسه من الافكار السلبية التي تغذي إحساسه باليأس ويعيد برمجة عقله ايجابيا بترسيخ معتقدات ايجابية تسانده و تساعده كي يتحرر. ليس هناك مساعدة أقوى من طاقه الشخص الداخلية ورغبته في التغييرفكما قال الله تعالى انه "لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". ذاكما يؤكده ايضا علم النفس الحديث والتقنيات العلاجية الحديثة، المرتكزة على اعادة برمجة العقل الباطني المسؤول عن التصرفات الأوتوماتيكية، الناشئة طبقا لمعتقداتمسجلة فيه سلفا

 يعتبرالعلاج التحويلي السريع مثلا من انجع الطرق المعتمدة لهذه التقنيات

الاعتقاد الثاني 

تخلص من الأسباب الحذرية للاكتئاب. تخلص من الأفكار والمشاعر السلبية. برمج عقلك ايجابيا عن طريق العلاج التحويلي السريع كي تتحرر من مشكل الحزن، القلق ، الخوف، التوتر المعالجة الممارسة للعلاج التحويلي السرع رحاب بن عمار ترافقك في التخلص من عدة مشاكل. تدريب نفسي فعار جدا.

انا منبوذ انا منفصل وغير متواصل مع العالم لأني مختلف، غيرمحبوب وغير كاف  

ربما لأني احسست ولاحظت عديد المرات في حياتي و منذ طفولتي أن أبي أو أمي لا يحبني، وتعمق لدي ذلك الشعور حين لم أنجح في دراستي ولم أتحصل على الوظيفة التي تجعلني أحس ولو قليلا أني مقبول وان لي قيمه... أو غيرها من المشاعر المشابهة. وها قد أتت الكورونا وعمقت لدي شعوري بالانفصال واني وحيد غير مرغوب فيه  

وكما هو معروف ان الانسان اجتماعي بطبعه، فلجوء الشخص للانفصال عن العالم عند الاكتئاب ولو باختياره، يؤكد عمق شعوره بانه غير مرغوب فيه. فيفضل الانزواء لان المه حين ينزوي اقل الم من احساسه بانه منبوذ ولا مكان له. هنا أيضا لا بد من التحرر من هذا الاعتقاد وتعويضه باعتقادات إيجابية مضادة 

الاعتقاد الثالث 

ليس هناك هدف من حياتي 

عندما يقتنع الشخص ان ليس هناك هدفا من حياته فمن الطبيعي ان يدخل في وضع اللاحياة حتى وان بقي على قيد الحياة  

طاقته تنخفض و تنخفض، تزداد رغبته في النوم وتقل استجابته لكل ما يعبر عن الحياة بصورة رهيبة، فكأنه قد دخل في سبات عميق هروبا من الحياة. قد تتطور حالته أحيانا الى محاولة فراقالحياة للأبد، اذا تدهورت نفسيته اكثر فأكثر. مما يشبه بعض الشيء الهاتف الذكي عندما تقل طاقته فيدخل في وضع اقتصاد الطاقة وان لم يقع ربطه بمصدر للطاقة تنفذ طاقته كليا فينطفئ ويغلق   

من المهم للغاية إلقاء النظر على الهدف من الحياة  

غالباما يعلق الاشخاص عن غير وعي منهم هدفهم من الحياة على اهداف قادرة لعدم التحقق اوللزوال، كالنجاح او المال او وجود شخص او اشخاص معينة في حياتهم يمكن أن يبتعدواأو حتى أن يفارقوهم الى الابد. شدة التعلق يجعل اعتقادا خفيا يبرمج في العقل، يقول .بان هذا الشخص او الشيء المتعلق به هو مفهوم الحياة ذاتها 

لا تسأل إذا لماذا يدخل الشخص في دوامة رفضه للحياة ما ان يقع الانفصال عن الشخص او   الشيء المتعلق به  

التعلق الشديد يسبب مشكلا عميقا في عقل الانسان خاصه إذا كان الشيء المتعلق به قابلا للزوال، مثل ما هو الحال عند التعلق بإنسان قد يبتعد او يموت.  

يكون الزوال اذا عبارة عن ضغط زر الدخول في فترة الاكتئاب ورفض الحياة. الخبر السار هو ان باب التغيير دائما مفتوح واننا نستطيع دوما اعادة برمجة عقلنا و إعادة صياغة.مفاهيمنا حتى مفهومنا للحياة  

الكورونا و رفعها لمستوى الاكتئاب هي دليل صارخ ان اهم اسباب الاكتئاب هي الشعور بالانفصال، الشعور باليأس و الشعور بان ليس هناك هدف من الحياة 

السبب الأول، وهو الشعور بالانفصال، ازداد في زمن الكوروناعن طريق العزل المفروض. اما السبب الثاني، وهو اليأس من المستقبل، فقد تفاقم في زمن الكورونا بتفاقم الخوف من ضبابية المستقبل و اليأس من وجود حل ناجع 

اما السبب الاخيرو المتمثل في انعدام وجود معنى للحياة، فهو يرجع الى ان في زمننا الحالي الكثيرمن الناس قد انغمسوا في الحياة وتعلقوا بتفاصيلها المادية. مما جعل العقل الباطن يظن ان تلك التفاصيل المادية هي الحياة عينها، بل يعتقد ان بزوالها او تقلصهاالشديد لم يعد هناك معنى للحياة. تلك هي ابرز اسباب الاكتئاب و لن يتحرر الشخص منها ما لم يعد صياغة مفهومه للحياة ويرسخ اعتقادات إيجابية بانه كاف ومنتم للحياة بل وان يأمن ان له دورا محددا وقيمة كبيرة من اجلها قد جاء لهذه الحياة ومنها يسترد أيضا طاقته وذلك هو الامل الذي سيحرره و يعيده للحياة فعلا 

رحاب بن عمار